منوعات من العالم

تركمان سوريا

التركمان أصولهم واماكن انتشارهم في سوريا.!

التركمان أصولهم واماكن انتشارهم في سوريا.!

الأتراك، أو “التركمان”، كما ورد ذكرهم في أرشيف الدولة العثمانية، هم أقوام آسيوية جاءوا من أواسط آسيا، وهم أولاد عم المغول، انحدروا من قبائل “الأوغوز”، إحدى أكبر القبائل التركية الـ 24، بحسب ملحمة “أوغوز كاغان”، أحد أهم المراجع عن التاريخ التركي، أو الـ 22 قبيلة بحسب معجم المؤرخ التركي الكبير “كاشغارلي محمود”.

ولكن وإن اختلفت الأرقام، تبقى قبيلة “الأوغوزهان”، أكبر وأهم قبيلة، انحدرت منها أهم الدول والإمبراطوريات التركية التي عرفها التاريخ، ونقصد هنا كل من: السلاجقة، والزنكيين، والعثمانيين، فهم والتركمان في يومنا هذا، من ذات القبيلة.

وكي لا يخطئ القارئ الفهم، فعندما نذكر التركمان، لا نتحدث عن عائلة أو فخذ واحد، فهم لا ينحدرون جميعًا من ذات الفخذ، ومثال على ذلك السلاجقة والعثمانيون، فهم أولاد عم.

وقبيلة “الأوغوز”، قبيلة كبيرة تضم أفخاذًا كثيرة، والتركمان هاجروا من أفخاذ مختلفة، عبر دفعات، واستقروا تدريجيًا في منطقة آسيا الصغرى، ويطلق اسم التركمان على جميع الأتراك الذين بقوا في المنطقة بعد انفصالهم عن السلطنة العثمانية أواخر القرن العشرين.

الأتراك عبارة عن قبائل تعنى بالزراعة والرعي بشكل أساسي، بالإضافة إلى كونهم محاربين أشداء، وكانوا على صراع دائم مع الإمبراطورية الصينية، كما تسطر ملاحمهم القديمة، واعتادوا الهجمات المستمرة على سور الصين العظيم أيضًا.

ولعل كونهم محاربين أشداء، هو السبب الأساسي الذي جعل السلاجقة يعتمدون عليهم ويستعينون بهم في أكثر من معركة وحرب شهدتها منطقة الشرق الأوسط قديمًا.

الهجرات التدريجية

هاجر التركمان على دفعات من موطنهم الأم آسيا الوسطى، وبشكل تدريجي نحو الجنوب، فكانت حياتهم قبل الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط حاليًا، عبارة عن ترحال مستمر وتدريجي، من الشمال إلى الجنوب، أشبه بحياة البدو الرحل، تهاجر قبيلة تلحقها الأخرى وهلمّ جرّا.

وكانوا يختلفون عن البدو بطريقة الترحال، إذ يعدون مستقرين في وجهتهم، من الشمال إلى الجنوب، مقتربين أكثر فأكثر من منبع الحضارة آنذاك، الشرق الأوسط، وأسسوا دولًا من خلال ترحالهم، مثل الدولة “الخوارزمية”، ودولة “القراخانات”، وغيرها من الدول، وصولًا إلى السلاجقة والعثمانيين، بينما البدو يرتحلون بحثًا عن الكلأ والمرعى وفي وجهات عشوائية، يحطون رحالهم أينما عثروا على واحة تغذيهم، ولم يشكلوا دولة تخصهم عبر تاريخهم.

وبالطبع هاجر التركمان مع عوائلهم وعتادهم، وحيواناتهم أيضًا، وتركزت هجرتهم إلى المنطقة، في بدايات القرن العاشر والحادي عشر الميلادي، وسبق ذلك هجرات بسيطة إلى منطقة سوريا الحالية في القرن السابع، واستقروا بداية في كل من حلب ودمشق، بفضل المساحات الزراعية الواسعة، بالإضافة إلى أن هذه المدن تشكل المركز التجاري والثقافي في البلاد.

وبدأ الأتراك يقتربون من العرب أكثر فأكثر، خاصة بعد دخولهم الإسلام، والذي تمثل في بادئ الأمر مع الأتراك “السامانيين”، ولاحقًا أسلمت دولة “القراخانات” (الملوك السود) عام 960 ميلادي، وكانت أول دولة تركية تعلن إسلامها.

وشكل السلاجقة أول دولة تركية في منطقة الشرق الأوسط، ورافقهم الزنكيون أيضًا، ومع فوز السلاجقة بمعركة “داندان أكان” ضد الغزنويين عام 1040، بدأ بقية التركمان بتركيز هجراتهم، وذلك مع عام 1063.

واستعان السلاجقة لاحقًا بالتركمان المهاجرين أثناء الغزو الصليبي عام 1096، أيام عماد الدين الزنكي وابنه نور الدين الزنكي، وهم أتراك أيضًا، وبذلك بدأوا يشكلون نواة الجيش السلجوقي واستقروا بكثرة في منطقة حلب، واستمر هذا التعاون بين السلاجقة والقبائل التركمانية المهاجرة أيام الغزو المغولي أيضًا، إذ هاجرت قبيلة “الكاي” بزعامة “سليمان شاه” جد مؤسس الدولة العثمانية إلى الأطراف الشمالية من سوريا، واستعان بهم السلاجقة لدحر المغول في موقعة “كوسة داغ”عام 1243، وكمكافئة لهم منحوا قطعة أرض في آسيا الصغرى.

ومع هزيمة المماليك بقيادة “طومان باي”، أمام السلطان العثماني “سليم الأول” عام 1516 في معركة “مرج دابق” شمال غرب حلب، بدأ الحكم العثماني في المنطقة، واستمر لغاية عام 1918.

من هم تركمان سوريا؟

يدعى الأتراك الموجودون في سوريا ضمن السجلات العثمانية باسم “تركمان حلب”، وكان لهم وضع خاص لدى السلطان ويعتبرون تحت رعايته الخاصة، ما سهل لهم أمورهم بشكل نسبي في تلك الآونة.

وعرفوا بتنقلهم بشكل مجموعات، حيث يتمركزون شتاءً في منطقة حلب، وصيفًا يتوجهون حتى منطقة “سيفاس” (تركيا حالياً) في منطقة الاناضول.

ويقال “تركمان الشام” للتركمان الذين يقطنون دمشق، بينما الذين يقطنون حلب والرقة يقال لهم “تركمان جولاب”، أما تركمان منطقة اللاذقية فيقال لهم “تركمان باير بوجاك”، نسبة لمرتفعات “بايربوجاك” (جبل التركمان) شمال اللاذقية.

ويعود سبب انتشار التركمان في معظم الأراضي السورية الحالية، إلى رغبة السلطنة العثمانية فرض التغيير الديموغرافي في مناطق البدو والعشائر العربية في كل من اللاذقية وطرطوس وحماة والرقة وحمص، وبهدف فرض سيطرتها عليهم، إذ كان من الصعب قيادتهم والتحكم بهم، بالإضافة لضمان جباية الضرائب المفروضة عليهم.

لاحقًا ومع المتغيرات الاقتصادية والسياسية في القرن السابع عشر، أجبرت الدولة العثمانية القبائل التركمانية على الاستقرار في أماكن معينة بعيدًا عن حياة الهجرة، وفي أواخر القرن الثامن عشر استقر نصف التركمان في كل من حماة، والرقة، وحمص، وغازي عنتاب، إلا أن المناخ والبيئة في منطقة الرقة (صحراوي)، لم تناسب التركمان، فحاولوا الهجرة إلى مساكنهم القديمة، ولكن أعيدوا إلى هناك مجددًا.

مطلع القرن التاسع عشر شهدت سوريا هجرة عكسية للتركمان باتجاه الأناضول، لأسباب أبرزها الزلزال المدمر عام 1822، والأمراض السارية التي انتشرت في تلك الآونة، إلى جانب سيطرة إبراهيم بن محمد علي باشا على سوريا، بينما بقي الآخرون في مناطق العرب السنة واندثرت لغتهم التركية تقريبًا.

كما وجهت الدولة العثمانية الأتراك المهاجرين من منطقة القوقاز بسبب “حرب 93” (معارك بين العثمانيين والروس خلال عامي 1877-1878) إلى سوريا ليستقروا فيها، وبذلك بدأت موجة هجرة جديدة من الأتراك إلى المناطق السورية.

استقرار التركمان نهائيًا في سوريا

في بدايات القرن العشرين، وبعد انفصال الدولة العثمانية عن سوريا، عقب هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، منحت تركيا ضمانة تخص تركمان سوريا من خلال اتفاقية “أنقرة” عام 1921، أي حصلت على ضمانة تخص ضم القرى التركمانية، دون التطرق للحدود السورية أبدًا.

وفي أعقاب معاهدة “لوزان” عام 1922، وعندما رُسّمت الحدود السورية- التركية عام 1923 تم اعتماد الحدود الموضحة في اتفاقية أنقرة، رغم محاولات القرى التركمانية للبقاء داخل الحدود التركية، إلا أن ذلك لم يجدِ نفعًا، وبذلك بقي قسم كبير من التركمان في سوريا، ولم ينضموا إلى أبناء جلدتهم، وأصبحوا تركمانًا سوريين، ومنحوا الجنسية السورية.

اندثرت الثقافة واللغة التركية لدى قسم من تركمان سوريا، وذلك بسبب سياسة الاستيعاب (التعريب) مع بدايات القرن العشرين، بعد الحرب العالمية الأولى ونهاية الحكم العثماني في المنطقة وبالتزامن مع الانتداب الفرنسي، إذ تم منع اللغة التركية، وحُمّل التركمان تبعة خسارة العرب لأراضيهم، وبذلك تعرّب التركمان الذين يشكلون الأقليات في بعض مناطق سوريا وأصبحوا عربًا مع الزمن، أما المناطق التي يقطنها عددٌ كبيرٌ من التركمان، فحافظوا على صفتهم وهويتهم التركية، وتابعوا استخدام لغتهم.

لم يعتبر النظام السوري “التركمان” أقلية، لذلك لا يمكن معرفة أعدادهم بدقة عند العودة إلى سجلات النفوس، فهم سجّلوا على أساس ديني كونهم مسلمين، كما لا توجد إحصائية رسمية حسب التصنيف العرقي للسكان في سوريا.

يشير كتاب “الصراع لأجل السلطة في سوريا” للكاتب “نيكولاس فان دام”، والذي يعد أحد أهم الكتب التي تطرقت لتعداد التركمان في المنطقة، إلى أن نسبة التركمان السوريين تشكل 3% من التعداد الكلي للسكان ، ويقدر عددهم بـ 484 ألف نسمة من أصل ما يزيد على 16 مليونًا، بحسب أرقام عام 1997، كما تشير بعض المراجع إلى أن التركمان بين من يعلمون بأصولهم التركية ومن لا يعلمون، وفي مختلف مراكز وجودهم، تتراوح أعدادهم بين 3- 3.5 مليون تركماني.

توزع التركمان في سوريا جغرافيًا

في هذا المحور نبدأ بتوزع التركمان في سوريا، وفق الكثافة السكانية لهم، من الأعلى وصولًا إلى الأقل، بالإضافة إلى أعداد وأسماء قراهم وأحيائهم داخل المدن، بالاعتماد على مراجع ودراسات أغلبها لباحثين تركمان، وآراء سياسيين ومثقفين تركمان، وسط انعدام المراجع والإحصائيات الرسمية التي عنيت بهذا الموضوع في سوريا.

التركمان في سوريا يتوزعون في كل من: حلب وريفها الشمالي والجنوبي والغربي، واللاذقية وجبل التركمان وقرى طرطوس وقرى صافيتا وكذلك في قرى حماة، وحمص، والجولان، والرقة وتل الابيض.

ويتمركز التركمان عبر تاريخ هجرتهم إلى سوريا، بشكل أساسي في كلٍ من مدينتي حلب ودمشق، بسبب أهميتهما التجارية والثقافية والسياسية، رغم أنهم عملوا بالزراعة والرعي وانخرطوا في الجيش أيضًا، ويليها مدن اللاذقية، وحمص، وحماة، والرقة، ودرعا، والجولان.

تركمان حلب

ويشكلون الأغلبية التركمانية السورية، ويتوزعون في مدن منبج والباب وجرابلس واعزاز، إلى جانب وجود كبير في بلدة الراعي (جوبان باي)، ويوجد شمال محافظة حلب قرابة 145 قرية تركمانية، أما داخل المدينة يسكن التركمان في كل من أحياء الهلّك وبستان الباشا والحيدرية والأشرفية وقاضي عسكر، وقلة في أحياء أخرى.
وفي منطقة عين العرب يوجد التركمان في عدة قرى شمال شرق حلب أيضًا.

تركمان اللاذقية

تأتي محافظة اللاذقية بالمرتبة الثانية بالنسبة لتعداد وتوزع التركمان فيها، حيث يتمركزون في القسم الشمالي بالقرب من الحدود التركية، في منطقة رأس البسيط ومرتفعات “بايربوجاك”(جبل التركمان)، إذ يوجد حوالي 70 قرية تركمانية فيها، بالإضافة إلى وجود حييّن داخل المدينة، هما حي “علي الجمال” و”الرمل الشمالي”، .
إن تركمان الساحل يتوزعون بين منطقتي “باير” و”بوجاك”، ويوجد في “باير” نحو 27 قرية تركمانية، بينما تقع بقية قرى “بوجاك” على الساحل.
بعض قرى منطقة “بوجاك”، التي تقع على الساحل، مثل قرية “ترونش”، وفق تسميتها القديمة أيام السلطنة العثمانية، أما بعد حكم البعث فسميت بـ “أم الطيور”، بالإضافة إلى قرى صلّيب التركمان، وبرج إسلام، والبدروسية، والعيسوية، وغيرها من القرى.

تركمان حمص

وسط انعدام مصادر رسمية حول نسبة التركمان في محافظة حمص، وعدد قراهم، يشكل تركمان حمص نسبة 65% من سكان المدينة، ويشير في دراسته إلى أنه يوجد نحو 57 قرية تركمانية، الأمر الذي أكده الصحفي حاميش، من أبناء المحافظة ذاتها، مشيرًا إلى أنهم تركزوا في المنطقة أيام العثمانيين، واندمج قسم منهم مع السكان العرب، ونسي معظمهم اللغة التركية، وبعضهم نسي أصوله التركية أيضًا.وفقًا لكتاب “الجذر السكاني” للكاتب “نعيم زهراوي”، الذي يعود لستينيات القرن الماضي، مشيرًا إلى أن الكتاب يعدّ من أهم الدراسات حول تركمان حمص في ذلك الوقت، ويتوزع التركمان داخل المدينة في أحياء: الوعر، وجوبر، وباباعمرو، إلى جانب حي التركمان في القصير، وقرية جوسية القريبة منها.
أن تركمان حمص معظمهم اندمج مع عرب المدينة، وحافظ الكبار على لغتهم التركية باللهجة التركمانية، فيما لا يتكلم الشباب والصغار لغة أهلهم، مؤكدًا على نسبة التركمان الكبيرة في حمص.

تركمان الشام

هاجر التركمان إلى دمشق أيام السلاجقة والعثمانيين، بالإضافة إلى قسم نزح من الجولان خلال حرب عام 1967، واستقروا في كل من أحياء التضامن، والقدم، وبرزة، والحجر الأسود، والسيدة زينب، وكان يوجد نحو 20 قرية تركمانية في الجولان.

بقية تركمان سوريا، يتوزعون على شكل أقليات في كل من محافظات: حماة (30 قرية في منطقتي مصياف والسلمية)، ومدينة تل أبيض في الرقة، وطرطوس وريف صافيتا مثل ميتراس وقرية بيت أصلان وقرية بدادا ، محافظة إدلب (خمس قرى)، وفي محافظة درعا (13 قرية).

التركمان في سطور

📌 التركمان هم مواطنين
سوريين قدموا الى المنطقة من
ٱسيا الوسطى ..

📌 موجودين بسوريا
من عهد السلاجقة يعني
سكان اصليين من زمن بعيد

📌 التركمان هم ثاني اكبر قومية بعد العرب
..ويقدر عددهن
3.5 مليون نسمة ..

📌 بيتوزع التركمان
ع معظم المحافظات السورية ..

▪️الجولان والقنيطرة
▪️درعا ( عشيرة التركماني )
▪️دمشق ( سكان دف الشوك )
▪️ريف دمشق ( عشر قرى تركمانية )
▪️ارياف اللاذقية( اكبر تجمع بسوريا )
▪️طرطوس (قرى ريف صافيتا )
▪️انطاكية ( لواء اسكندرون )
▪️حماة و ريفها (تحديداً مصياف)
▪️حمص وريفها ( تاني اكبر تجمع )
▪️حلب ( ريفها اكبر تجمع )
▪️ادلب
▪️الرقة وتل الابيض ( عدة قرى )
▪️الحسكة والقامشلي (عائلات)

📌 بسوريا في 600 قرية
تركمانية وهو اكبر تجمع لأبناء
هالقومية بكل الدول الجوار.

📌 التركمان بسوريا
يتكلمون التركية والعربية
وهم مندمجون مع المجتمع
السوري ومعترف فيهم
بسجلات الدولة العثمانية ..

📌 مسلمين 97 ٪ سنة
و 3٪ شيعة .. وبعضهم
كمان (بكتاشيين).

📌 بعض سكان
حي المهاجرين بدمشق
هنن اتراك جاؤوا من جزيرة
روملي ومن اسطنبول
بالعصر الحديث الحالي .. ،
اما التركمان قدامى كتير
جاؤوا من ٱسيا الوسطى ..

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: